انصاف مؤجل أم وهم يتآكل..

مرعي حيادري
من العدل ان تسيطر مفاهيم الحرية البشرية فوق المألوف لتفادي الديكتاتورية و الوصول الى مشاهد من القتل و الجوع التي لا يرضى بها هذا المجتمع الحر و الذي عودنا على سماع تلك المفاهيم الحياتية التي انقرضت من قاموس البشرية في القرن الحالي و عام الفين و خمسة وعشرين الذي كان مع سابقه اسوأ الاعوام في تاريخ البشرية مما هو حاصل من قتل و حصار و تجويع ..و عليه فهل القادم الافضل ام الاسوأ..؟!! بأسمي و أسم البشرية جمعاء ندائي التوقف فورا عن الحرب الدائرة دون شروط مسبقة حتى يتمكنوا في غزة من الحصول على لقمة العيش بكرامة أنسانيه..
ما يحدث في غزة ألمًا إنسانيًا حقيقيًا تجاه ،من قتلٍ و دمارٍ و تشريد، في ظلّ عجز دولي، و ردود فعل لا ترقى إلى مستوى الكارثة.
سأقدّم لكم تحليلًا منطقيًا و واقعيًا قدر الإمكان، يتناول الجوانب التالية:
أولًا: ما قبل غزّة
الواقع السياسي الهشّ: الساحة الفلسطينية كانت تعاني أصلًا من انقسام داخلي (بين السلطة في الضفة و حماس في غزة)، و انسداد أفق سياسي.
الضغط المتزايد: الحصار طويل الأمد على غزة، و التضييق الاقتصادي، و عدم وجود حلول جدّية للملف الفلسطيني، كلّها مهّدت لانفجار قادم.
الانشغال الدولي و الإقليمي: دول عربية طبّعت، و أخرى انهارت داخليًا، فخفت الزخم الداعم للقضية الفلسطينية شعبيًا و رسميًا.
ثانيًا: ما بعد اندلاع الحرب
*الدمار الواسع: الخسائر في الأرواح و البنى التحتية كارثية. غزة دخلت مرحلة “اللاعيش”.
*ردود فعل عالمية باهتة: حتى في ظل المجازر الموثقة، الدول الغربية الكبرى لم تتخذ مواقف حاسمة، بل تبنّت سرديات مشوهة.
*الداخل الفلسطيني يزداد هشاشة: الانقسام لم يلتئم، و الأمل في حكومة وحدة ما زال صعب المنال.
المنطقة كلها على صفيح ساخن: لبنان، اليمن، العراق، إيران، الكلّ يتأثر، مما قد يجر المنطقة إلى حروب أوسع.
ثالثًا: هل من منقذ؟ الحلول الممكنة نظريًا وعقليًا
على المدى القصير:
*وقف فوري لإطلاق النار بضغط دولي حقيقي (لا سيما من دول الجنوب العالمي و مجتمعات غربية بدأت تفيق).
*فتح الممرات الإنسانية بشكل دائم و منظم لتفادي المجاعات و الأوبئة، بوساطة دولية محايدة.
**على المدى المتوسط:
مصالحة فلسطينية حقيقية برعاية عربية أو تركية – شرط جوهري لتمثيل موحد.
صياغة مشروع وطني جامع يتجاوز الحزبية الضيقة و يستعيد ثقة الشعب.
**على المدى البعيد:
مراجعة العلاقات العربية مع “إسرائيل”: التطبيع بلا مقابل شجّع الاحتلال على التمادي، و لا بدّ من ربطه بحلٍّ عادل.
محاسبة دولية فعلية على جرائم الحرب: عبر محكمة الجنايات الدولية و آليات القانون الدولي.
إحياء فكرة الحل السياسي القائم على العدالة، لا الإذعان.
**و أخيرًا: لماذا ردود الفعل غريبة؟
لأن ميزان العدالة مختل. من يمتلك القوة يرسم السردية و يضبط النغمة، و الإعلام العالمي – رغم تحوّلاته الأخيرة – ما زال مائلًا لصالح الأقوى. و يختصر واقعًا معقّدًا. لا يمكن حلّه بجملة عاطفية أو موقف شعبي فقط، بل بخطة متدرجة واعية، تشمل الوعي، التنظيم، الضغط، الصبر، و التوثيق..
**لماذا احتمال الحرب الإقليمية قائم؟
تشابك الجبهات:
**حزب الله في لبنان منخرط جزئيًا في المواجهة، و على حدود قابلة للاشتعال في أي لحظة.
**الحوثيون في اليمن يهاجمون الملاحة العالمية، مما يشكل ضغطًا اقتصاديًا على الغرب.
**الميليشيات الموالية لإيران في العراق و سوريا تهاجم القواعد الأمريكية.
**”إسرائيل” تُصعّد في كل الجبهات و تحذّر من “حرب متعددة الجبهات”.
**التحالفات الإقليمية متأهبة:
إيران تلوّح دائمًا بأن أمن غزّة من أمنها.
الولايات المتحدة تحشد بوارجها لحماية “إسرائيل”.
**تركيا و قطر على الخط السياسي، لكن غير منخرطين عسكريًا.
**غياب الحل السياسي:
إذا استمر الانسداد، فإن التصعيد يصبح الوسيلة الوحيدة لفرض مواقف.
ثانيًا: هل من الممكن أن تتحوّل إلى حرب عالمية؟
الاحتمال هنا أقل، لكنه غير مستبعد، في حال توفرت ثلاثة شروط:
** تدخُّل مباشر لقوى عظمى ضد بعضها:
مثلاً: صدام مباشر بين أمريكا و إيران، أو بين روسيا و أمريكا عبر وكلاء في الشرق الأوسط.
** امتداد الصراع إلى ممرات استراتيجية كبرى:مثل إغلاق مضيق هرمز، أو توجيه ضربات لمصالح غربية في آسيا.
** تصعيد نووي أو صاروخي عابر للحدود:
“إسرائيل” تلوّح أحيانًا بخيارات “غير تقليدية”، و إذا شعرت بخطر وجودي، قد تخاطر.
لكن حتى الآن،
** القوى الكبرى تُفضل ضبط الإيقاع
و عدم الذهاب إلى مواجهة شاملة، لأن الجميع يعرف أن الكلفة ستكون غير محتملة.
️** ما الذي يمنع الحرب الشاملة حتى الآن؟
** الردع المتبادل: كل طرف يعرف أن إشعال الحرب سيكلّفه كثيرًا.
** الاقتصاد العالمي الهش: لا أحد يريد مزيدًا من الأزمات في ظلّ تضخم و فقر عالمي.
** الاحتواء الدبلوماسي من بعض الدول (مثل الصين و تركيا و مصر).
**خلاصة الرأي:
“”””””””””””””””””
نعم، المنطقة تسير على حافة هاوية إقليمية.لكن القوى الكبرى تحاول حتى الآن منع الانزلاق إلى حرب عالمية.الفيصل سيكون في حجم الردود و سقف الأهداف:
إذا بقيت محسوبة: الوضع يبقى ساخنًا دون انفجار شامل.إذا وقع خطأ استراتيجي، أو رد فعل مفرط، فقد
نشهد ما هو أكبر من غزة..