تحاليل و تقارير ساخنه

في اليوم الخامس للحرب تغيير ميداني واستخباري جذري..!

مع انكشاف هائل لشبكات التخريب و العملاء داخل إيران، و تفكك بنيتها و التي كانت تعتمد عليها “إسرائيل” لإسناد هجماتها و لعب دور كبير في خلخلة الأوضاع الداخلية، و إثارة حالة من الفوضى لتزعزع الداخل الإيراني، و نتيجة لعمل مشترك عالي الكفاءة نفذته وزارة الأمن، و استخبارات حرس الثورة، و معظم أجهزة الأمن الداخلي، دخلت “إسرائيل” في واحدة من أصعب مراحلها الاستخبارية منذ بدء العدوان و الهجوم الإسرائيلي .
في غضون خمسة أيام فقط، أُنهكت قدرات العدو في الداخل الإيراني، و لم يعد قادرًا كما حصل في الوهلة الأولى على تنفيذ الضربات الدقيقة أو الموجّهة، في حين جاء الردّ الإيراني الذي لم يبلغ ذروته بعد، فإن المؤشرات تتجه بوضوح إلى أن إيران باتت تقترب من الإمساك الكامل بزمام المبادرة داخليًا و في مسرح الصواريخ الدقيقة أيضًا، و هذا لا يعني إنجازات كاملة أو تفوق على العدو، الذي لا يمكن الإستهانة بقدراته، إلا أن التحليل يركّز على الانهيارات الاستخبارية للعدو و التي لها أثر مباشر على الميدان.
ما حدث صباح اليوم يمثّل نقطة انقلاب ميدانية حقيقية حيث تم نسف مقار استخباراتية عسكرية إسرائيلية حساسة بضربات صاروخية دقيقة، و كذلك تم توجيه ضريات لمطارات و مراكز و مقرات حول مفاعل ديمونا في النقب كرسائل واضحة، و بذلك تقترب قوى الجيش و حرس الثورة من ترجيح الكفة بشكلٍ واضح لصالحهم، عسكريًا و استخبارياً ، بعد ليلة دموية ويوم صعب على العدو عاشها في معنويات للمجتمع قريبة للانهيار .
في غضون خمسة أيام قليلة، شهد مسار الصراع تحولًا نوعيًا غير مسبوق، من مبادرة إسرائيلية غير محسوبة بدقة إلى حرب أعصاب تقودها إيران بحرفية عالية مع وجود التضحيات و الخسائر التي لابد منها و لا يجوز التقليل منها، و لكن إيران قادرة على إحتوائها و تحملها و استيعابها بالرغم من حجمها الكبير … و بهذا أصبح الجيش الإيراني و حرس الثورة يقتربان من السيطرة و الإمساك بزمام المبادرة نفسياً و ميدانياً، و يلعبان على أعصاب الكيان الصهيوني ببطء، و بدقة، و بتوقيت محسوب.
علامات الخسارة و الهزيمة عند “إسرائيل” بدأت لكنها لم تكتمل، و ملامحها داخل الكيان الإسرائيلي أصبحت واضحة، *التخبط السياسي، الإرباك العسكري، و الانكشاف الأمني*، لكن حتى اللحظة، و هذه ملامح أولية فقط، و التجسيد الكامل لهذه الهزيمة ستكدده الأيام المقبلة ، و هو ما يُدركه الأمريكيون جيدًا، و دخول الولايات المتحدة هو احتمال قريب في هذه الحالة و في هذه اللحظات، و ربما يكون إجباري..لأنه عندما تبدأ ملامح الانهيار بالتحول إلى واقع محسوس، سيُجبر الأمريكي على الدخول المباشر، وهذا ما لا تتمناه إيران و تعمل باتصالاتها لتجنبه. لكن إذا حدث ستواجهه،
و مشاركة أمريكا المباشرة في الحرب ليس لأن “إسرائيل” تستحق ذلك عسكريًا و كحليف استتراتيجي، بل لأن هزيمتها كحليف متقدم يعني إعادة صياغة ميزان القوى الإقليمي و الدولي بأكمله، و سقوط مشروع الشرق أوسط الجديد الذي تخطط له ، و اذا ما حدث ذلك ستتوسع الحرب بكوارث أكبر عند الطرفين و في المنطقة، و خاصة بعد إغلاق مضيق هرمز و باب المندب من قبل إيران و ما يحدثه ذلك من تداعيات إقتصادية و نفطية كبيرة في المنطقة و العالم ، و قد تكون خسائر إيران كبيرة جداً، ولكن لن تشل قدراتها و سترد بما تستطيع و لن تستسلم، و سيكون لهذا الرد تداعيات كبيرة و خسائر فادحة..
و هنا قد لا يكون مستبعدًا أن تُدفَع بعض الدول العربية للمشاركة تحت غطاء أمريكي مباشر…و هو ما لا ترجوه إيران الحريصة على علاقاتها مع الدول العربية..

المصدر مركز الصمود الإعلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *