هزيمة نكراء للكيان الصهيوني و فشل ذريع في تحقيق أهداف الحرب في المعركة العسكرية
الآن بدأت المعركة السياسية و التي لن تحقق فيها أمريكا "و إسرائيل" ما عجزت عنه تحقيقه في الحرب العسكرية


خالد عبد المجيد*
هُزِمَ “الكيان الصهيوني” بكل المقاييس في الحرب التي شنها على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعم و مساندة و مشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية و هذا ما لا كان يتصوره و يتوقّعه ترامب و قيادته في البيت الأبيض و الإتحاد الأوروبي المنافق و للأسف بعض الدول العربية المطبعة و معهم السلطة الفلسطينية .
إن إنتصار إيران واقعي مهما كانت خسائرها المادية في هذه الحرب، في ضوء ما حصل من خسائر عند الكيان الصهيوني و ما خلفته هذه الحرب من نتائج على كل الأصعدة خلال ال 12 يوم الماضية، و كان الرد الإيراني أمس بتوجيه ضربة لقاعدة “العديد” و ما تمثله للقوات الأمريكية، و هذا الوضع و النتائج و المعادلات الجديدة هو من أنهى الحرب و أدى إلى طلب إسرائيلي و تدخل أمريكي لوقف إطلاق النار، هذه النتائج يجب أن تؤدي لتعزيز الموقف العربي و الإسلامي و إعطائه قوة إذا أحسنوا التصرف لوقف الغطرسة الإسرائيلية و إجبارها عن التوقف عن مخططاتها تجاه القضية الفلسطينية، و مشروعها في “الشرق الأوسط الجديد” الذي يهدد دول و شعوب المنطقة، و كان نتنياهو يتباهى بأنه سيغير وجه السرق الأوسط ، و بهذه النتائج التي ستفتح أفقاً و مسارات سياسية جديدة و قوية لأزمات المنطقة ستجبر فيها “إسرائيل” و أمريكا للتراجع عن مخططاتها و تهديداتها لدول و شعوب المنطقة.
و بعد وقف اطلاق النار و صمت الصواريخ و أزيز الطائرات المسيرة و الغير مسيرة عند الطرفين في هذه الحرب المدمرة، فإن معركة و حرباً سياسية جديدة ستبدأ في الحراك السياسي و المفاوضات التي ستجري في المرحلة القادمة و التي بنظري لن تحقق فيها “إسرائيل” و أمريكا ما عجزت عن تحقيقه في حربها على إيران، و التي لن تقدم أي تنازلات إستتراتيجية في المفاوضات القادمة، و هذا الأمر سيفتح آفاقاً واسعة لبلورة موقف عربي و إسلامي قوي للحفاظ على مصالح شعوبها و مقدراتها و ثرواتها بعيدا عن الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية.
*مدير مركز الصمود السياسي و الإعلامي