أقلام مهجرية

من كامب ديفيد الى انابوليس قمم في قمة الفشل

هاني البرغوثي ـ تورونتو

هاني البرغوثي
نبض الوعي العربي
تورونتو / كندا

سبعة عشر عاما مضت على مؤتمر مدريد، الذي انتهى بالفشل العربي، والإجماع على ان المفاوض العربي ما هو إلا مستسلم لبني صهيون، و اسيادهم الأمريكان، بوش الأب بدأ مدريد، و الآن بوش الإبن يحضر زعماء الأمة العربية الساقطة في بحر الذل و الهوان، لتقديم الولاء “لإسرائيل” ، و الهدايا القيمة التي هي عبارة عن أرض و ثروات الأمة العربية على طبق ألماس اشتروه بأموال نفطنا العربي، الذي وهبه الله لنا لنكون الأقوياء لا الأذلاء، لكن زعماء النفط يستغلون هذه الأموال للبذخ و اللهو،و محاربة الوطنية و القومية، و انشاء محطات فضائية و وسائل اعلام عربية بأفكار غربية يستفيد منها الغزاة و بني صهيون.

ما الذي جنته الأمة من مؤتمر مدريد سوى أوسلو، و احتلال العراق ، و نهب خيراته، و قتل ابناءه . و ماذا جنت مصر من اتفاقيات كامب ديفيد ” مخيم داوود” سوى عزلها لفترة طويلة عن الأمة العربية، لتصبح مصر العروبة التي رفع شأنها و رأسها الرئيس الراحل المتواجد زعيم الأمة العربية جمال عبد الناصر، ناصر الذي أحبه الملايين، لأنه أحب الأرض المصرية الطيبة، و زرع بالشعوب العربية حب القومية و العزة، فحضر السادات الى الحكم و هدم كل ما اشادته ثورة يوليو.

ماذا جنى الشعب الفلسطيني من أوسلو سوى الدمار، و محاصرة المقاومة و محاولة قتلها ، و وصف المقاوم ارهابي، و تقبيل ايادي و أرجل الدولة العبرية ، فشلت كل الإتفاقيات من بعد أوسلو، و بدأ المهندس الأمريكي بمساعدة مهندسي اللجنة الرباعية رسم خارطة الطريق على الأوراق ، الا ان متعهدي البناء في حكومة بني صهيون قاموا ببناء الجدار العازل، بدلا من خارطة الطريق . اما الآن مؤتمر انابوليس ما هو الا امتداد لمخططات الصهيونية العالمية و آل بوش النازية، حتى يتم تثبيت الدولة اليهودية على الأرض الفلسطينية، مما يؤدي الى قطع الطريق أمام اي محادثات عن حق اللاجئين بالعودة الى ديارهم ، و طمس الهوية العربية الفلسطينية .

ما لفت نظري في حديث عباس امام البرلمان التركي قبل أسبوع انه متمسك بالقدس الشرقية ، و لا تنازل عنها، بينما الرئيس الراحل عرفات كان وبالرغم من توقيعه اوسلو يعتبر القدس كل القدس عاصمة فلسطين ، فالى اين ستمضي يا عباس انت و زمرتك”العبسوية” ؟ ألا ترى انك قد تماديت و تنازلت كثيرا عن حقوق الشعب الفلسطيني ، الذي لم يمنحك الثقة الكاملة، فأنت لم تأتي الى الكرسي بجدارة ، أو ثقة الشعب، بل أتيت بمساعدة بني صهيون و أمريكا ، لتكون خاتم بيدهم ، و عبدا لهم ، و سمسارا تبيع الأرض و الدم الفلسطيني ، مقابل ثمن بخس ، لكنك انت و اسيادك و حاشيتك اخطأتم حساباتكم ، فالشعب الفلسطيني شعب حي و حر لن يركع لأحد سوى رب الأنام .

السياسة بها دهاء و حنكة ، اما انت يا عباس فانك الدهاء كله ، و سبب مصائب الشعب الفلسطيني، ألم تكن هزيمتك في غزة سببها كشف أوراق لعبتك لدى غالبية الشعب ، لا تفرح كثيرا ، فالشعب الفلسطيني طال الزمن أم قصر لن يسكت لك ، و من تظن انه يقف لجانبك سينقلب عليك ، و ستخسر كل شيء ، و لن تجد اسيادك الأمريكان أو الصهاينة، بل سيكونان أول من يخلعك و يتخلى عنك رغم انك الحارس الأمين لهم .

من كامب ديفيد الى انا بوليس خطط و مخططات ، لكنها جميعا باءت بالفشل.. و زعماء الأنظمة العربية ما زالوا يهرولون، و يتباكون بأحضان “اسرائيل” و أمريكا، لا أدري هل هو خوف على عروشهم و كروشهم ، أم أن من يجلس على كرسي الحكم “الصهيوـ أمريكي” يجب أن يكون على قدر كبير من الذل و النذالة ؟، و سوف تثبت الأيام بعد انتهاء انا بوليس أن الشرق الأوسط سيقع في وسط نيران لن يخمدها إلا ابناءه الصامدين الذين رضعوا العزة و الكرامة ، و سقوط الأنظمة الحاكمة الساجدة لأمريكا و “اسرائيل” ، هذا هو الطريق الوحيد للتحرر من العبودية و الذل، و إلا فليحمل كل منا كفنه ، و يواري نفسه التراب، و ليمت حيا بقليل من الكرامة خير من أن يعيش حياة ذل و هوان، تحت وطأة الاحتلال العربي الأمريكي الإسرائيلي.

عربي الانتماء
فلسطيني الهوية

هاني البرغوثي

كاتب فلسطيني ، مدير و محرر موقع نبض الوعي العربي‏ ... فلسطيني الهوية،عربي القومية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *