الإبادة في سياق معركة الزمن في الصراع مع المشروع الصهيوني: هل خسرنا الزمن و الارض أم…؟!
الصهيونية كلها بُنيت على الفترات التي تركها او اهدرها العرب لهم...!


نواف الزرو*
مرة ثانية و ثالثة نعود لمناقشة مسألة و لعبة الزمن -الوقت ما بيننا و بين العدو، فنحن نلاحظ في االسنوات الاخيرة ان “اسرائيل” تسابق الزمن و تستثمر الظروف و الاحوال العربية و تستغل الانهيار العربي باتجاه التطبيع الى اقصى درجات الاستثمار و الاستغلال، و هم يجمعون على ان هذه الفرصة السانحة لهم اليوم فرصة تاريخية لا تتكرر…و بالتالي يحرصون على استثمار الوقت الى ابعد الحدود، ما يقودنا الى مناقشة و تقييم اهمية الوقت -الزمن في صراعنا مع ذلك المشروع الصهيوني.
فقد ثبت عبر اكثر من سبعة و سبعين عاما مضت، ان “اسرائيل” تحتاج الى الوقت والمزيد من الوقت دائما..
و المؤسسة الصهيونية تراهن على الوقت دائما..
و الوقت مسألة حاسمة في الوجود الصهيوني…
و الاستراتيجية الصهيونية تقوم منذ بدايات تلك الدولة، على كسب الوقت، و بناء و تكريس حقائق الامر الواقع الاستعماري التهويدي، و احكام القبضة الامنية العسكرية استراتيجيا على فلسطين و المنطقة.
المؤسسة الصهيونية في سباق مرعب مع الوقت، و هي تحرص على عدم اضاعة دقيقة واحدة من الوقت بلا عمل صهيوني، إن على صعيد الارض العربية المحتلة، او على صعيد البناء العسكري الامني، او على صعيد البناء العلمي و الثقافي، او على المستوى الاقتصادي، او على مستوى بناء العلاقات و التحالفات في كافة القارات…!
فهم يعتبرون انفسهم في صراع وجودي مع الفلسطينيين و العرب و هم لا ينامون…!
فهل هناك من لا يتابع او يرى الذي يجري في كل دقيقة على ارض القدس و الضفة الغربية و غزة مثلا…؟!
او في الجليل و المثلث و النقب…؟!
حيث يواصل البلدوزر الصهيوني اعمال الهدم و التجريف و التخريب بهدف تهديم المشهد العربي في فلسطين بكافة مضامينه التاريخية و الحضارية و التراثية و الدينية و بناء مشهد صهيوني تهويدي على انقاضه…؟!
كما يواصل جيش الاحتلال نهج الإبادة الشاملة في غزة في سياق معركة الزمن ايضا…!
يوظفون كل طاقاتهم و علاقاتهم و لوبياتهم و تأثيراتهم على المستوى العربي و الامريكي و الدولي لغاية مد”اسرائيل” بالمزيد من الوقت.
بل يمكن القول “ان الصهيونية كلها بُنيت على الفترات التي تركها او اهدرها العرب لهم”، و في هذا السياق و المضمون كتب المحلل الاسرائيلي المعروف ايتان هابر في يديعوت احرونوت- 2012/07/01 يقول:”ان شيئا واحدا فقط موجود بكثرة للعرب جميعا مهما كانوا، و هو غير موجود على الاطلاق للاسرائيليين و هو الزمن، فمفهوم الزمن عند العرب يختلف تمام الاختلاف عنه عندنا، فللعرب زمن دائما، فهم لا يُسرعون أبدا الى أي مكان، أما نحن الاسرائيليون في المقابل فليس عندنا زمن، بل يجب ان يكون كل شيء سريعا و في أسرع وقت ممكن، و لا يوجد تأخيرات، ويبدو ان الحركة الصهيونية كلها بُنيت على الفترات التي تركها العرب لنا، و قد تعلمنا كيف نستغل أحسن استغلال هذه الفترات لبناء دولة و انشاء استيطان زاهر و الاتيان بملايين المهاجرين و انشاء وطن للشعب اليهودي، و نحن بيننا نضحك دائما على العرب الذين يسألون بجدية: “كم من الوقت حكم الصليبيون هنا؟، مئتا سنة فقط؟ سننتظر فعندنا زمن”.