مواقف مخزية مع إرهاب طائفي جمعي


د.موفق محادين
لا يشبه ما يحدث في غزّة ضد الفلسطينيين من صمت عربي و إسلامي و عالمي على أبشع جرائم التاريخ، إلا ما يحدث في سوريا حيث حرصت وسائل الإعلام المشبوهة منذ اليوم الأول على الخلط بين الأشياء والمسؤوليات و المراحل، مقدمة لفرض صمت مطبق على الجرائم التي تتوالى منذ إسقاط الدولة السورية.
كانت البداية حين اختفت د. رشا العلي (أكاديمية مسرحية سورية – الصورة المرفقة) ولم يتحدث أحد عن مصيرها، بل أن الذين تساءلوا عن ذلك اتهموا بأنهم من فلول النظام و أن هذه الدكتورة حية ترزق و لم تصب بأذى في حين أنها وجدت مقتولة و مقطوعة الأصابع.
كانت المحطة الثانية، سلسلة الجرائم و الفظائع المروعة ضد المدنيين في الساحل السوري و أريافه، 20 ألف قتيل على الأقل بينهم آلاف الأطفال و النساء إضافة إلى اختطاف مئات الفتيات الصغيرات و بيعهن كسبايا في سوق الايغور، و قد ظل الصمت مطبقا أيضا بل أن الإدارة الجديدة تلقت دعما غير مسبوق من واشنطن و العواصم الأوروبية التي سقطت أكاذيبها الليبرالية في الساحل السوري كما سقطت في غزّة.
و منذ فترة تداولت الأنباء أخبارا عن قيام ضباط من الموساد الإسرائيلي بالتحقيق مع أحد قادة الفصائل الفلسطينية في قلب العاصمة السورية، و لم يصدر أي بيان إدانة أو احتجاج أيضا.
و ها هي الأخبار تتداول معلومات عن تعذيب لمفتي سوريا السابق، الشيخ بدر الدين حسون، وسط ترحيب من أوساط طائفية معروفة، و صمت من جماعات حقوق الإنسان التي تطالب بالعادة بمحاكمات علنية عادلة.
و من الواضح أن ماكينة القتل الجماعي و التعذيب تدور في سوريا وسط تواطؤ أمريكي و أوروبي، مبتهج للغاية بالسياسات السورية الجديدة التي تتحرك سريعا نحو تطبيع كامل مع العدو الصهيوني مقابل الصمت عن الجرائم المروعة في كل أنحاء سوريا.