أقلام مهجرية

هل حقا علقت المجازر الإسرائيلية في غزة مفاوضات أنابوليس ؟؟

هاني البرغوثي ـ تورونتو

هاني البرغوثي
نبض الوعي العربي
تورونتو / كندا

مؤتمر أنابوليس أتى بالويلات على الشعب و الأرض الفلسطينية ، و هذا لا يختلف عليه اثنين من شرفاء الأمة ،
فالشعب المجرد من السلاح ارتقى الكثير منه إلى رب السموات و الأرض، و الأراضي الفلسطينية دمرت بيوتها و أشجارها ، و أن السلطة الفلسطينية في رام الله هبت لما يجري ، و اشتاطوا غضبا ، و قال عباس انه أوقف المفاوضات مع “إسرائيل”، لكن حقيقة هل يجرؤ مثل عباس على وقف المفاوضات مع “إسرائيل”؟ و هو الذي وُبِخ من رايس كما جاء في تقرير أمريكي نشر في مجلة “فانتي ـ فاير” نشره الصحفي الأمريكي ديفيد روز، حيث أورد في التقرير،ما دار بين عباس و رايس في الرابع من تشرين الأول “أكتوبر” عام 2006، في مقر المقاطعة في رام الله ، حيث أن نبرة رايس كانت حادة و هي تقول لعباس : ” عزل حماس لا تؤتي نتيجة” ، و أبلغته أن واشنطن تتوقع منه ‘حل حكومة إسماعيل هنية في أقرب وقت ممكن و إجراء انتخابات جديدة’.

و تنقل المجلة عن مسؤولين فلسطينيين قولهم، إنه خلال الاجتماع، الذي تمّ في شهر رمضان، وافق عباس على القيام بذلك في غضون أسبوعين. لكن بعد جلوسه إلى رايس على مأدبة الإفطار، طلب عباس من الوزيرة الأمريكية مهلة أسبوعين إضافيين. و بعد مغادرتها الاجتماع قالت رايس لمرافقيها، بحسب ما ذكرته المجلة:
( هذا الإفطار اللعين كلّفنا أسبوعين إضافيين من حكم حماس).
الآن ها هي وكالة “رويترز” الإخبارية تنشر عن مصادر إسرائيلية صهيونية كشف المستور و النقاب عن أن مسؤولين في رئاسة السلطة “العب سوياً” سلطة عباس وحكومة الاحتلال المجرم ،قتلة الأطفال الرضع،أجروا محادثات سرية في إطار المفاوضات التي تجري بينهم منذ “أنابوليس” بعد أقل من أسبوع على المجزرة التي نفذتها “إسرائيل” في غزة و أودت بأرواح 130 شخصا، أكثر من نصفهم من الأطفال و النساء.

أولمرت مازال مصراً على توسيع المستوطنات، و طاقم السلطة ما زال يصافح أيادي الإسرائيليين الملطخة بدماء شهداء أبناء فلسطين الطاهرة، و من هنا يتضح أن مجازر “إسرائيل” في غزة لم تعلق المفاوضات، وأنابوليس يتفوق على أرواح الشهداء و الأطفال في سلطة عباس- فياض.

محمود رضا عباس وزمرته يصفون صواريخ المقاومة بـ”الألعاب النارية” تارة و بالعبثية تارة أخرى، أما اولمرت الأخ غير الشقيق و الشريك لعباس يقر بعجز حكومته و جيشه بالتصدي لصواريخ المقاومة المحلية الصنع، التي تقلق و تؤرق مضاجع المستوطنين في المغتصبات خاصة عسقلان و سديروت. طالب أولمرت مغتصبي عسقلان أن يعتادوا على فكرة سقوط الصواريخ كما اعتاد عليها مغتصبي سديروت، مؤكدا أنه ليس لدى قواته وجيشه أي طريقة لوقف الهجمات الصاروخية.

كنت أتوقع أن يعقد مؤتمر القمة العربية في سوريا و بمشاركة جميع الدول ا لعربية بلا استثناء، لأن زعماء الأمة العربية سيحيون يوم الأرض الذي يصادف مع حلول مؤتمر القمة، وسيهب زعماء الأمة لمساندة أهلنا في الأراضي المحتلة في فلسطين و العراق و لبنان، و لكن للأسف الشديد فالسعودية و مصر و غيرهما من الدول العربية التي تتلقى أوامرها من أمريكا و “إسرائيل” فإنهم يضغطون و يلحون على باقي الزعماء الخونة بأن لا يذهبوا الى مؤتمر القمة العربي ، و ليس كما يدعون أن مؤتمر القمة لا يعقد بعدم وجود رئيس للبنان، لا أدري إن كان اختيار رئيساً للبنان هو الحدث الرئيس و الأزمة، أم دماء الأطفال و المسنين في الدول المحتلة في العالم العربي؟، هذا الظاهر للعيان و لكن المخفي أعظم، و كلنا يعلم أن مؤتمرات القمامة السالفة لم تؤتي حصادها، و لنذكر الذي حدث أيام قمة بيروت، أو لم تكن رسالة “إسرائيل” لهذا المؤتمر قصف مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات، و ارتكاب مجزرة جنين، و هذه المجزرة ليست الأولى أو الأخيرة التي يقدم عليها كيان غاصب يشهد له بالتاريخ الدموي، و يحمل شهادات تقدير و امتياز في المجازر.
منذ تأسيس الكيان الصهيوني قبل 60 عاما إلى يومنا هذا، و هم يبحثون و يخترعون فنون ارتكاب المجازر، و لمَ لا؟ و كل الأنظمة العربية تصفق له و تبرئه من دماء ضحاياه بشهادات تقدير و دعوات للتطبيع معه، و من يعترض منح صكوك الغفران لإسرائيل من أشراف الأمة العربية، يكون مصيره سجون القمع العربية التي تمارس فيها شتى فنون التعذيب و الترهيب. الشعوب العربية تصر على القول لزعماء العرب قبل زعماء “إسرائيل” و الغزاة، أننا لن نحيد عن مواقفنا لدعم المقاومة بالقلم و الكلمة و بالمساندة، و أن المقاومة ستستمر حتى آخر نقطة دم تسير في عروقنا.

أحبائنا في غزة، أهلنا الصامدون الأشراف في فلسطين الداخل و الضفة الغربية، أحييكم تحية إكبار، و ننحني للأطفال قبل المسنين احتراما و تقديرا لكم، فأنتم حماة الوطن، و أنتم من سيحرر الأراضي المحتلة، لأن عزمكم يؤتي بحصاد التحرير، أما جيوش الأنظمة العربية فهي جيوش مراسم و ليست جيوش قتال، و لن نعول على الأنظمة العربية كثيرا، فلقد ماتت هذه الأنظمة منذ زمن طويل و أن من ترون اليوم من زعماء الأنظمة ما هم إلا أشباح و أشباه رجال، و إنا لله و إنا إليه راجعون.

عربي الانتماء
فلسطيني الهوية

هاني البرغوثي

كاتب فلسطيني ، مدير و محرر موقع نبض الوعي العربي‏ ... فلسطيني الهوية،عربي القومية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *