إشعال النهر البارد


هاني البرغوثي
نبض الوعي العربي
تورونتو / كندا
إدارة بوش المتعطشة لسفك الدماء العربية،بمساعدة عملاء أمريكا و الصهيونية العالمية في الشرق الأوسط ،يسعرون نيران حروب تفتك بالوليد و المشيب و تحول التراب إلى رماد و تشعل نيران النهر البارد، كل هذا لأجل مخططات يريدون تمريرها في المنطقة، كمنطقة خالية من القوة العسكرية أو النووية، و شعوبنا و أوطاننا لقمة سائغة متى شاءوا، بتأجيج الحروب في المنطقة بتسميات مختلفة، و شعوبنا العربية تدفع الثمن، كما تدفع الشعوب الفلسطينية، و العراقية، و اللبنانية على جميع الأصعدة.
التخاذل و الخيانة العربية بازدياد ، دم يسيل و صرخات الشعوب لا تحرك في زعماء الأنظمة ساكنا، و حكاما تقودهم أمريكا و الصهيونية، و يمدون يد العون لهم لقتل الشعوب و حرق الأرض العربية بالكامل، و تعذيب كل من يقاوم أو يفكر بمقاومة الاحتلال ، بحجة مكافحة الإرهاب،تلك الذريعة التي كانت إحدى تسميات بوش ، و صقوره التي أصبحت مكسورة الأجنحة، لا تستطيع الطيران.
صقور بوش و أعوانهم من حكام الأمة، أصيبوا بفيروسات الخضوع، مع ازدياد المقاومة وقوتها في البلاد المحتلة من قبل أمريكا و “إسرائيل”، أو من زعماء الأنظمة، التي فقدت بصرها وبصيرتها، مقابل الكرسي و المال.
حماس تدفع ثمن مقاومتها للصهاينة ، مغتصبين أرض أجدادنا و أباءنا، بحصار ظالم للشعب الفلسطيني و مقاومته،و خطف وزراء حكومة حماس و نواب المجلس التشريعي، و غارات إسرائيلية متواصلة تستهدف مراكز حماس ، و مقاومي الاحتلال من أشراف فلسطين، و حزب الله يدفع ثمن انتصاره على “إسرائيل”، بمحاربته من خارج لبنان و داخله، و لهذا تم تسخين و إشعال النهر البارد، حتى إذا ما تحرك حزب الله عسكريا لإنقاذ الموقف ، و رأب الصدع ، فسيُواجه حزب الله من جبهتين، الأولى إذا ما تصدى ل” فتح الإسلام” سيتهم بمحاربة السنة، و إذا رغب في حماية و مساندة الفلسطينيين في مخيم نهر البارد، فهذا سيعتبره أعداء المعارضة اللبنانية، تدخلاً في شؤون الدولة و الجيش،و ان نصر الله راع و مدافع للإرهابيين، و هذا ما ترغب أمريكا و تود “إسرائيل”، حتى يتسنى لهما الدخول إلى لبنان الصمود و النصر، و إقامة قواعد لهما ، و تحويل لبنان إلى عراق ثاني، وينتشر نار الطائفية.
تحول نهر البارد، إلى أحداث ساخنة مشتعلة، و تبدل الماء بالدم ، و لن تتوانى القوات الأمريكية عن اغتيال و خطف مقاومي حزب الله، بمساعدة خونة لبنان، و القوات الدولية، متعددة الجنسيات، كما تفعل “إسرائيل” في فلسطين بمساعدة خونة فلسطين. و هي الخطوة الأولى لإنشاء القواعد العسكرية التابعة لحلف الناتو، بقيادة أمريكية على أرض لبنان ، تشرع بمهاجمة سوريا من أرض عربية ، و قلب نظام الحكم هناك ، و خلق عراق ثالث، مما يعزل إيران و تتم محاصرتها، و تكون بهذا أمريكا قد حققت حلمها ، و تبدأ بتنفيذ ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد.
نابليون بونابرت ، انشأ الإمبراطورية الفرنسية بكلمتين “فرق تسد”، و للأسف أننا تعلمنا هذه الكلمات في المدارس، و ما زالت تدرس إلى وقتنا هذا، إلا أننا ما زلنا نسقط في مستنقع “فرق تسد”،.. أما حان لنا أن نفيق من غيبوبتنا؟؟، و نرى ما يحاك من مخططات استعمارية في العلن و الخفاء؟؟ و تصفيات بشرية لكل من يحلم بالاستقلال أو ينادي له، و الابتعاد عن المخططات الشيطانية الأمروـ صهيونية، فمنذ رحيل عبد الناصر، والملك فيصل رحمهما الله، و أمتنا تغيب عنها الكرامة، و حكامنا مصابون بأمراض التحسس القومي و الوطني، و يحاربون هذا التحسس، و يتناولون حقن و عقاقير الجبن و الذل و الهوان، شفاهم الله، و ابعد عنهم كل خير، و رزقهم حاشية تبيع كراسيهم.
أما إن بقينا على حالنا هذه، فان امتنا العربية من المحيط إلى الخليج، و من الشرق إلى الغرب، ستدفع الثمن باهظا، بدمائها و دماء أبنائنا، و نهب خيرات أوطاننا.
عربي الانتماء
فلسطيني الهوية