أجيال وراء أجيال.. و فلسطين الأغلى


هاني البرغوثي
نبض الوعي العربي
تورونتو / كندا
تهل علينا الذكرى الستون لاغتصاب أرض فلسطين، المزروعة في وجداننا و ذواكرنا.. جذور سقينا شجرتها من دماء لتورق أغصانها،شرايين تمدنا بالحياة.
قدم الشعب الفلسطيني كل ما هو غالٍ و نفيس لأجل قضية عادلة لأرض مقدسة، دنسها أنجاس العالم و شياطينهم.
لن نتباكى على أبطالنا المقاومين الأحرار، منهم من ارتقى شهيداً، و منهم من قضى نحبه رافعاً راية فلسطين عربية من البحر إلى النهر، القافلة مستمرة، و المؤامرات عليها لم تتوقف.
سيعاود بوش رحلاته المكوكية إلى فلسطين المحتلة، للمشاركة باحتفالات ذكرى سرقة فلسطين، و تأسيس الكيان السرطاني الحاقد على العرب و المسلمين في قلب الأمة، التي كانت و ما زالت فلسطين مستهدفة من الامبراطوريات الاستعمارية عبر التاريخ. أقساها كان الحملة الصليبية و لم تنتهِ، بل الهجمة الصهيونية العالمية امتداد لمشروع استعماري بأوجه و وسائل مختلفة.
و رغم ذلك، ابتلانا الله بزعماء الذلة و الخنوع ، يقادون من رايس و ليفني، ليس لأنهما امرأتين و لأن الزعماء العرب ذكور، و لكن لأنهم استمرأوا الهوان و الانقياد إلى مذبح السلخ كالأغنام.
لقد وصلت الخسة في أشباه الرجال، أن يشاهدوا المجازر المتتالية على غزة، و لم يتحرك لهم جفن.
ففي يوم الاثنين 28 نيسان 2008، ارتقت إلى السماء عائلة كاملة، بمجزرة من مجازر إسرائيل المستمرة، تنفذ بسلاح أمريكي على مرأى و مسمع من العالم، و بتواطىء زعماء الأنظمة العربية.عائلة كاملة ذبحت، أم و أربعة من أبنائها أصغرهم سنا عام واحد و أكبرهم سنا ستة أعوام، فصبراً أيها الوالد المسن أحمد أبو معتق، جمعك الله بهم في جنانه.
لم ينكر الأمين العام لهيئة (اللمم) الدولية، الجريمة البشعة، بل دعى إسرائيل لضبط النفس، ليقينه التام، أن الأحرار و أشراف المقاومة في فلسطين سينتقمون لضحايا أبرياء.
أبناء شعبنا الجبار في فلسطين، أبناء العزة و الكرامة، استنهض هممكم العالية بإنقاذ أسرانا في سجون الاحتلال و حكومته، بأن تبقى أياديكم قابضة على السلاح، تضربون عدوكم ضربة رجل واحد.
يا أشراف المقاومة المسلحة الفلسطينية، توحدوا فيما بينكم، و الخونة بين صفوفكم، لا يفرقون بين فصيل و آخر، فلاحقوهم أينما وُجدوا، فهم خلفكم و العدو أمامكم.
بوقاحة سافرة سلم سلام فياض قائمة لإسرائيل بأسماء المقاتلين و المقاومين من كتائب الأقصى الذين رفضوا تسليم سلاحهم، فصدق القول”إن لم تستحِ، فافعل ما شئت”.
فهذه المرحلة تشهد ملاحقة الاحتلال و أعوانه، القضاء على إرادة النضال، فتنبهوا يا أولي الألباب، و شكلوا السد المنيع لاقتحام معاقلكم، لتسلموا الأمانة لأجيال وراء أجيال.
عربي الانتماء
فلسطيني الهوية