من السجن إلى آخر جماعي


هاني البرغوثي
نبض الوعي العربي
تورونتو / كندا
منذ شهور و الحديث عن إتمام صفقة الأسرى، لكننا لم نرى أو نلمس بادرة صدق النوايا من الجانب الإسرائيلي يظهر إلى حيز الوجود، و كعادة بني صهيون في النفاق و الخداع و المماطلة المعهودة، فإننا نجد كل يوم تصريح من مسؤول، ليعارض آخر التصريح الأول. هذه هي السياسة التي اتبعها مؤسسي كيان بني صهيون لبناء إمبراطورية العنصرية.
ما لفت نظري يوم الأحد الماضي، تصريح عزام الأحمد (الفتحاوي) نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، اتهم به حماس أنها لم ترفق اسم المناضل الأسير مروان البرغوثي ضمن قوائم الأسرى، مما دفع برئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية (الحمساوي) بأن يخرج للملأ في اليوم التالي بتصريح يعارض تصريح الأحمد، وبغض النظر عن أسماء الأسرى، فكلهم أسرانا، والاحتلال و إن تعددت وجوهه، فجوهره قبيح قذر.
في ظل الاحتلال للأرض الفلسطينية، فالأسرى سينتقلون من سجن الظلاّم إلى آخر أشد قهراً و فتكاً، و الفرق بينهما، أن الأول معزول عن أهله، الذين يقاسون ذل زيارة ذويهم، أما السجن الجماعي، تحت وطأة الاحتلال و تجبره، ليس بالفارق الكبير، بحصار الشعب داخل كنتونات، يحيط بها الجدار و المستوطنات من كل الجهات.
لا تتعدى عملية صفقة الأسرى، حبراً على ورق منذ زمن طال معه الانتظار، و الأمر المستهجن، أن الفرد الإسرائيلي حياً أو ميتاً يساوي أعداداً مهولة من أبناء شعبنا، و أنه أثمن بكثير من الإنسان العربي، الذي لا ثمن له بنظر أصحاب الكراسي، إلا كورقة سياسية ضاغطة.
كم من الوقت سيستغرق حكام بني صهيون للقبول بالحوار حول أبجديات مبادرة السلام العربية، رغم رفضها لها مبدئياً، و العرب يستجدون الصهاينة للاعتراف بهم، و ليس العكس!.
من المفترض أن العرب في الموقع الأقوى، كونهم أصحاب حق في أرض مغتصبة، و شعب محاصر بلا مبرر، رغم أن المبادرة انصياع عربي رسمي للأوامر الأمريكية بالتطبيع، وصولاً لسلام مزعوم، و لكن إن حدث، “فإسرائيل” ستزيد في غيها وسقف أطماعها لا ينتهي عند حد، و هي تدرك، أن التطبيع لم يعد مطلباً لها، حيث تخطت المرحلة و استبدالها بأخرى (متصهينة).
صدق المثل القائل(خطبوها تعززت)، و دعوة الأنظمة العربية بالترحيب الشامل “لإسرائيل”، ليس بالمطلب الشعبي العربي، و مهما حاولوا إيجاد وسائل و سبل للتعايش مع المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، فالشعوب ترفض وجودهم جملة و تفصيلاً، و لن يشطبوا من ذوا كرنا ووجداننا الحق المغتصب، و الذي لا بد أن تسترجعه الشعوب مهما طال زمن القمع، و مهما طال عمر إمبراطورية التخريب و الدمار.
بالختام…إن دعوة الحكام العرب للشراكة الغير شرعية، باطلة بالإكراه، يدفنون رؤوسهم كالنعام في التراب، و الشمس لا تُغطى بغربال، وأن الرذيلة الوطنية ستجلب العار بأحفاد أحفادهم لقرون آتية، و الأمة منهم براء.
عربي الانتماء
فلسطيني الهوية