إلى أين تتحه مآلات الحرب و مساراتها و نتائجها بعد الضربات الأمريكية لمفاعلات إيران النووية..


خالد عبد المجيد
مآلات الحرب و مساراتها و نتائجها باتت تتجه إلى يد إيران و لقرارها..و هل و متى سترد إيران على الضربات الأمريكية..و هل ستؤجل الرد و تصعّد ضرباتها الموجعة “لإسرائيل”..؟*
لقد خففت إيران من الأضرار من الضربات الأمريكية و أكدَّت أن لا تسرب لأي إشعاع نووي، و قالت إن اليورانيوم و المعدات الأساسية نُقلت و خزّنت بأمان في أماكن سرّية، و لم تبادر إيران لضرب القواعد و المصالح الأمريكية أو الغربية لا هي و لا حلفائها، بالرغم أن جميعهم قادرون و القواعد و المصالح الأمريكية مكشوفة و تحت مرمى صواريخهم.
الطريقة الإيرانية في التعامل مع الأحداث بطيئة و لا تعمل بردات الفعل، علماً أنَّ التحضيرات و احتمالات العدوان كانت واضحة و معلنة من الجانب الأمريكي .و قد صرَّح “ستيف بانون” القائد الأبرز بحركة أمريكا أولاً، و يقول أنه لابد لإيران و حلفائها من أن يكونوا قد أُخبِروا أو خَبِروا بالضربة الأمريكية و حدودها.
إن الرد الإيراني على الضريات الأمريكية يحسم اتجاهات الحرب و مساراتها، فإيران باتت في حالة لا تخسر ، إذا فعلَّت قدراتها و حولت الحرب لإرادتها و توقيتها هي، و ليس لنتنياهو أو ترامب فقد فعلوا ما يستطيعون، و نعرف ماذا يريدون و كيف يفكرون و لن نسمح لهم بتحقيق ما يريدون ؟
إيران لها الحق أن تختار مسارح و ساحات الحرب و قواعد الاشتباك و كيف و متى ترد، و الحرب الآن ملتهبة و عاصفة، فلا مكان الآن لوقف النار أو البحث عن مخارج دبلوماسية، كما تخطط أمريكا و “إسرائيل” معتقدة أن إيران عاجزة و قد تقرر الاستسلام و هذا غير وارد بتاتاً و لا مؤشرات عليها حتى اللحظة، بل بالعكس جاءت ضربات إيران صباح اليوم الأحد على أهداف في تل أبيب و حيفا و طبريا و مناطق أخرى، و حجم و تأثير و دقة الأهداف التي ضربتها لتؤكد أنها قادرة على الإستمرار في الردود القاسية و المؤلمة “لإسرائيل”، و أن ورقة الرد على الهجوم الأمريكي اصبحت بيدها و يقلق أطرافاً عديدة، و هي التي تتحكم بحجمه و أبعاده في الحركة الدبلوماسية و الحراك السياسي الذي تقوم به، و قراءة المشهد الداخلي الأمريكي و المواقف الدولية و الإقليمية و المؤسسات الدولية.
لقد ردت إيران اليوم رداً عنيفاً على “إسرائيل” و استخدمت صاروخ “خيبر” لأول مرة على “إسرائيل” و ضربت رشقة كبيرة وصلت غالبيتها، و كأن طبقات القبة الحديدية تعطلَّت و لم تعد لها الفاعلية المطلوبة، و هذا هو اليوم العاشر في الحرب و بحسب الخبراء العسكريين أن الذخائر للقبة الحديدية بكل أنواعها ستنفذ في اليوم الـ١٢..
مازال الوقت متاح لمعرفة الرد الإيراني على الضربات الأمريكية و لوحت إيران بأنها من الممكن أن تنسحب من معاهدة الطاقة الدولية و تعمل لإغلاق مضيق هرمز كخطوات أولية ، و هناك خيارت أخرى ستدرسها إيران و حلفائها و منها حرب استنزاف “لإسرائيل”، و ليس خطأً تأجيل الرد لحين إتمام المهمة بإلحاق الهزيمة “بإسرائيل”.
فإن هزمت “إسرائيل” في الحرب و هذا ما لا يأمله و يتصوره و يقتنع به العالم الغربي و كثير من الدول العربية و الإسلامية، و لكنه واقعي في ضوء ما حصل خلال العشرة أيام الماضية، و في هذه الحالة سيسحب ترامب الكثير من قواته و تخفيفها و إغلاق بعض القواعد الأمريكية في المنطقة، و هذا ما كان يصرح به ويعمل من أجله قبل الحرب ليتفرغ في مواجهته للصين، و هذا الوضع و المعادلات الجديدة ستؤدي لتعزيز الموقف العربي و الإسلامي لوقف الغطرسة الإسرائيلية و التوقف عن مخططاتها تجاه القضية الفلسطينية و مشروعها في الشرق الأوسط الذي يتعارض مع دول المنطقة، و بهذا تعطي النتائج أفق قوي للإنتقادات و المعارضة الرسمية الخجولة للعرب و المسلمين لمخططات الكيان الصهيوني و تهديداتها لدول و شعوب المنطقة .
الأحد: 21.6.2025