ضد المرأة
ما بين جدران المنازل، و في دهاليز الصمت، تنكسر أنوثةٌ خُلقت ليحتفى بها ، و تُهان كرامةٌ كُتِب لها أن تُصان


وفاء نصر شهاب الدين*
كثير من النساء تعرضن للعنف الجسدي سواء بمبرر أو بدون مبرر،فمجتمعاتنا تشرع للرجل أن يؤدب زوجته و ابنته و شقيقته كفعل من أفعال القوامة،الكثير لا يفهم أن القوامة تعني خدمة المرأة و القيام على أمورها و الإنفاق عليها و ليس ان تستعرض قوتك الجسدية و تستخدمها في إيذائها و اغتصاب حقوقها أو قهرها فانتشر الفكر الرجعي و الأمثلة التي تعادي النساء و تحض على إيذائهن و التقليل من شأنهن لصالح الذكور لا لشيء إلا لأنهن خلقن إناث،نرى اليوم الرجال و قد أصابهم سعار القوامة و القوة فيستخدموها لقتل نسائهن أو لإرغامهن على القفز من الشرفات لذا لابد من حملة توعية لمنع العنف ضد الفتيات والسيدات حتى لا ينتشر الأمر أكثر من ذلك ونصبح أضحوكة الأمم.
ليس العنف ضد المرأة مجرّد فعلٍ ماديٍّ يترك أثره على الجلد، بل هو خنجرٌ مسمومٌ يغوص في أعماق الروح، يقتلها ببطء، و هي تتنفس، تبتسم، و تحاول النجاة. العنف البدني ليس رجولة، بل سقوطٌ أخلاقيّ، و انهيارٌ في منظومة الرحمة.
كل صفعةٍ على وجه امرأة، هي صفعةٌ على وجه الإنسانية. و كل كدمةٍ على جسدها، هي كدمةٌ على ضمير العالم.
أخطر من الضرب، ذاك العنف الذي لا يُرى بالعين المجرّدة…كلمةٌ تُقال بقسوة، نظرةٌ تُلقيها بلا رحمة، تجاهلٌ ممن تحب، أو تقليلٌ ممن تُخلص له. العنف النفسي يسلب المرأة ثقتها بنفسها، يشوّه صورتها في عينيها، و يتركها تحارب أشباحًا لا أسماء لها.
إنه جرحٌ لا ينزف، لكنه ينخر القلب نخرًا، و يُطفئ النور في العيون شيئًا فشيئًا. ليس من العدل أن نطلب من امرأةٍ أن تصمت باسم الحب، أو تتحمّل باسم التضحية. فالسكوت عن العنف مشاركةٌ فيه، و التغاضي عنه تواطؤٌ يطيل أمد الجرح.
و ليس من العيب أن تطلب المرأة النجدة، بل العيب في مجتمعٍ يُخرس صراخها، و يُبرر وجعها.
المرأة ليست ضلعًا قاصرًا، و لا كائنًا خُلق ليُعذّب و يصبر. هي وطن، هي نبض، هي الحياة حين تُنصف، و الجحيم حين تُظلم.
لن تكون العدالة حقيقية، ما دامت النساء تُضرب في الخفاء، و تُهان في العلن، و يُقال لهن: “تحمّلي… فهذه حياتك”.فحياة المرأة أقدس من أن يتم امتهانها و إهانتها و لإنهاء العنف ضد المرأة و الوقاية منه و منع حدوثه، و يكون ذلك من خلال معالجة أسبابه التي تقوم على الأعراف الاجتماعية الخاطئة، و التمييز بين الجنسين، و ذلك من خلال: تحقيق المساواة بين الجنسين، و تعزيز علاقات الاحترام المتبادل بينهما. تمكين المرأة في المجتمع. منح المرأة جميع حقوقها الإنسانية.
*كاتبة مصرية