أقلام الوطن

اليد الخفية للاحتلال للسيطرة على رؤوس التلال و الجبال: من الخليل الى عيبال….!

نواف الزرو
نواف الزرو

نواف الزرو*

ليس من مبالغة في العنوان اعلاه ابدا، فربما تكون خلاصة المشهد الكفاحي الفلسطيني في هذه الايام تتمثل بتلك المعارك الكفاحية الملحمية التي يخوضها الفلسطينيون شيبا و شبانا في مواجهة عصابات المجرمين المدججين بالاسلحة، و قد شاهدت فيديو يتحدث عن هجمات هذه العصابات التي يشنونها على مدار الساعة على قمم الجبال و التلال في انحاء الضفة الغربية، يطلق عليهم الفلسطينيون اسم”مجرمو التلال”، و يعتبرونهم “اليد الخفية لسطات الاحتلال للسيطرة على رؤوس التلال و الجبال في الضفة الغربية”، و شعارهم هو”اطرد العرب لتبني بيتا جديدا على تلة جديدة”، و يحظى هؤلاء بالدعم الكامل من قبل سلطات الاحتلال حكومة و جيش…!
و في هذا السياق كتب الصديق باهر ياعيش تحت عنوان:”حزين أنت يا عيبال…ليت ينفع الندم!!.”يحذر من تهويد جبل عيبال قائلا: نابلس…جبل النار، و هو اللقب الذي استحقه جدودنا المقاتلون حين وقفوا بوجه الغزاة عبر التاريخ من فوق هذا الجبل و محيطه فصدّوهم على أعقابهم. سلوا… الغازي…(نابليون بونابرت) الإفرنسي حين أشعل النوابلسه (الأجداد) النار في جنوده ففرّ هاربًا من حيث أتى!!!. مضيفا:”من الشمال.جبل النار أيها السادة … يعاني اليوم من جرافات الاحتلال التي تقوم بالتجريف في قمته …فوق…. فوق على رأسه العظيم الذي لم يدنّس عبر التاريخ تمهيدًا لإنشاء مستوطنة لهؤلاء الغرباء و البعض …للأسف”.
و يصرخ الصديق ياعيش منبها:” نبهنا مرارًا و تكرارًا عبر منابر عديدة عن خطورة ما يضمره الاحتلال حول الجبل بضرورة العمل الدؤوب لاستكمال هذا الطريق الذي يحمي نابلس من الشمال بل يحل أزمة السير الخانقة فيها بل يفتح المجال لهم للبناء على أديمه بل فوق صخورة التي تخلو من البناء في جزء كبير منه فوق…فوق ليحموها ، بدلًا من الزحف بعيدًا نحو القرى التي أصبحت بملايين الدنانير لمترها و عيبال يفتح ذراعيه محذّرا لكن…ما من مجيب !!!!.
و لكن ايضا: تمتد هجمات “مجرمو التلال” من جبل عيبال الى جبل صبيح الى جبل النجمة الى جبل برناط الاثري جنوب نابلس الى المسعودية الاثرية و الى سبسطية الاثرية، ثم الى جبل العالم في نعلين/ ثم الى جبل الفردوس شرق بيت لحم، فجبل الجمجمة الواقع بين سعير و حلحول..امتدادا الى كل جبال و تلال الخليل…!
و تمتد المناطق الجبلية من مدينة جنين شمالا إلى بلدة الظاهرية جنوباً، و تشكل الجزء الأكبر من الضفة الغربية، و يصل طولها إلى 120 كم و عرضها إلى 50 كم، و تتكون صخورها من الحجر الجيري، و تمتاز تربتها بالخصوبة و تماسك القوام.
يضاف الى كل ذلك الكثير الكثير من التفاصيل المتعلقة بالمواجهات اليومية المفتوحة ما بين اصحاب الجبال و الارض و الوطن و بين المستعمرين المستوطنين الارهابيين الغزاة الذين يشنون غاراتهم و هجماتهم على مدار الساعة بلا توقف تحت حماية جيش الاحتلال. و الاهالي يخوضون معاركهم اليومية في مواجهة هؤلاء المستعمرين المدججين بالاسلحة و جيشهم و يسطرون ملاحم من الصمود و التصدي و لسان حالهم يقول:
نحن هنا باقون ما بقي الزعتر و الزيتون….!
نحن هنا صامدون و لن نستسلم او نرفع الرايات البيضاء…!
نحن هنا مزروعون بانتظار اشتعال الارض المحتلة بكاملها تحت اقدام الغزاة….!

Nzaro22@hotmail.com

نواف الزرو

-اسير محرر امضى احد عشر عاما في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي ، حكم بالمؤبد مدى الحياة عام 1968 وتحرر في اطار صفقة تبادل الاسرى عام 1979 . - بكالوريوس سياسة واقتصاد/جامعة بير زيت-دراسة من المعتقل. - كاتب صحفي وباحث خبير في شؤون الصراع العربي - الصهيوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *