عن أضخم مشاريع الاستعمار الاستيطاني للسيطرة على سلاسل الجبال في الضفة الغربية….!


نواف الزرو*
ما يجري على امتداد مساحة الضفة الغربية من اجتياحات و اقتحامات و اعتقالات بالجملة و من عربدات اجرامية من قبل مستعمري و جيش الاحتلال، و من مشاريع استعمارية استيطانية ليس كلاما عابرا او مبالغا فيه، و انما ما يجري هناك ابعد و اعمق و اخطر مما يجري تداوله في وسائل الاعلام. و في هذا السياق الاستعماري الاستيطاني، و في هذ السياق التصعيدي الاستعماري، أعلن وزير البناء الإسرائيلي اسحق غولدكنوفيف، مساء الخميس23 مايو 2025،عن البدء في التخطيط لإقامة 13 مدينة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة خلال الـ25 عامًا المقبلة، و ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، وفق ترجمة وكالة “صفا”، أن القرار يشمل أيضًا التخطيط لإقامة 5 مناطق صناعية.و أشارت الصحيفة إلى أن الخطة تهدف لبناء 180 ألف وحدة استيطانية لزيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى مليون مع حلول عام 2050، و كانت وزارة الحرب الإسرائيلية أكدت ايضا أن الوزراء وافقوا على إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، تشمل إقامة تجمعات سكنية جديدة و إضفاء الشرعية على عدد من البؤر الاستيطانية العشوائية. و وصفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في بيان لها، تصويت الحكومة بأنه “قرار تاريخي”، مشيرة إلى أن هذه المستوطنات ستُعزز “السيطرة الاستراتيجية على جميع أنحاء يهودا والسامرة (الضفة الغربية)” و ستمنع “قيام دولة فلسطينية”، بحسب ما ذكرت صحيفة “ذي تايمز أوف إسرائيل، و حول هذه القرارات اعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن “هذا يوم عظيم لحركة الاستيطان و يوم مهم لدولة إسرائيل”، مضيفاً: “الاستيطان في وطننا هو الدرع الواقي لدولة إسرائيل”، و من جانبه، قال وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن هذه الخطوة “ستعزز قبضتنا على الأرض و تشكل رداً حاسماً على الإرهاب الفلسطيني”.
و من جهة اخرى كشفت منظمة “كيرم نبوت” الإسرائيلية تفاصيل جديدة بخصوص الخطّة التي أقرّها “الكابينيت” الإسرائيلي لإقامة 22 مستوطنة جديدة، بينها خمس مستوطنات من المخطط إقامتها على أراضٍ لم تُصادر رسميًّا بعد.يوثّق تقرير “كيرم نبوت10 /6/ 2025” أن المستوطنين باشروا بالفعل بخطوات تهدف للسيطرة على سلسلة جبلية واقعة بين قريتي “بيت عور الفوقا” و”دير إبزيع”، وهي منطقة لم تشهد تواجدًا استيطانيًّا في السابق، ووفقًا للتقرير فإن مستوطنتي”عنبار” و”متسبي زيف” موجودتان فعليًّا كبؤر استيطانيّة غير قانونيّة، بينما يتم حاليًا إنشاء مستوطنة ثالثة، ويُخطَّط لإقامة مستوطنتين إضافيتين في مناطق “استراتيجية” بهدف تعزيز التواصل الجغرافي بين الكتل الاستيطانية. و بحسب المعطيات فإن المستوطنات الخمس، التي ستقام على أراضٍ لم تصادر بعد، تشمل “عنبار”، “بيت حورون شمال”، “معالوت حلحول”، “متسبي زيف”، و “رحبعام”، و لإضفاء صفة “الشرعية” على هذه المواقع الاستيطانية، سيتعيّن على الحكومة الإسرائيلية إصدار أوامر عسكرية تقضي بمصادرة الأراضي المعنية عبر إعلانها “أراضي دولة، و يوثّق تقرير “كيرم نبوت” أن المستوطنين باشروا بالفعل، قبل اسابيع بشقّ طرق جديدة نحو موقع مستوطنة “بيت حورون شمال”؛ حيث يسعون للسيطرة على سلسلة جبلية واقعة بين قريتي “بيت عور الفوقا” و”دير إبزيع”، و هي منطقة لم تشهد تواجدًا استيطانيًّا في السابق.
و حذرت منظمة”كيرم نبوت” على نحو محدد من خطط إقامة مستوطنة “رحبعام”، التي تهدف إلى تعزيز الامتداد الاستيطاني على طول المقطع من شارع 5 بين مفترق “زعترة” (تفوح) و المستوطنة المنعزلة “مجداليم”، و يقول التقرير أن هذه المنطقة تشهد في السنوات الأخيرة محاولات مكثفة من قبل المستوطنين، شملت إقامة البؤرة الاستيطانية “أفيتار” والاستيلاء القسري على الأراضي الزراعية شمال شرق “مجداليم”، بما في ذلك إنشاء مزرعة جديدة هناك، و رغم غياب معلومات رسمية حول حجم الأراضي المزمع مصادرتها لهذه الغاية، تُقدّر “كيرم نبوت” أن المساحة قد تصل إلى عدة آلاف من الدونمات، ما يُنذر بتصعيد غير مسبوق في وتيرة التوسع الاستيطاني.
و في هذا السياق التصعيدي للمشاريع الاستعمارية رصدت هيئة مقاومة الجدار و الاستيطان الفلسطينية إجراءات لإقامة 15 بؤرة استيطانية جديدة، في شهر أيار الماضي، معظمها بؤر رعوية و زراعية،(و حسب منظمة “تمرور”، يوجد حالياً 133 مزرعة في كل أرجاء الضفة) و لكن بعض هذه البؤر فشل المستوطنون في تثبيتها بفعل تصدّي و مقاومة الأهالي، مثل ما جرى في جنوب نابلس مؤخرا حيث أحرق شبان فلسطينيون خيمة أقامها المستوطنون على أراضي قرية أوصرين.