د. عادل سماره
عن الكتاب:
“التاريخ سجل للصراعات الطبقية- ماركس”،
وهذا يعني ضمناً أن الصراعات القومية هي في جوهرها صراعات طبقية تقوم بها أنظمة متحالفة مع أو ضمن طبقات حاكمة ومالكة في بلادها طمعاً في ثروات بلد آخر، وتستخدم الطبقات الشعبية في ذلك الصراع باسم القومية. والصراعات أو الحروب متعددة المستويات ومنها الصراع الثقافي والذي يتخذ شكل الغزو أو الحرب الناعمة. لكن أخطر حالات الصراع الثقافي حين يخترق العدو مثقفين من بلد آخر ويتحول هؤلاء إما إلى حصان طروادة ضد وطنهم أو حتى يقومون بالإختراق لصالح العدو علانية.
وعليه، وإن كان هذا الكتاب في نقد وتحليل مثقف فلسطيني متخارج ومتغربن، إلا أن محتوى وهدف الكتاب ينطبق على الكثير من المثقفين الفلسطينيين والعرب الذين ينادون ويمارسون التطبيع مع الكيان الصهيوني الإشكنازي الذي إنتقل من إغتصاب وتشريد الشعب الفلسطيني إلى مطارة شتات هذا الشعب بالإبادة.
وفي حين أن هذه المحاولة لا تكفي لنقد طوابير مثقفين متخارجين من مختلف البلدان العربية ووجود محاولات أخرى عروبية في نقد هؤلاء وتعريف المواطن العربي بخطرهم ثقافيا وسياسيا بالطبع، فإن ما تجدر الإشارة إليه أن كثيراً من قادة محور المقاومة قد خُدعوا بعزمي بشاره ولقبوه ب “المفكر العربي” في وصف ساذج يعتبره المفكر الوحيد، وتغاضوا عن مناداته بالتطبيع علانية، ودخوله عضوية برلمان الكيان الصهيوني الإشكنازي وهذا أكسبه شعبية كبيرة لدى المواطنين العرب لدرجة أن هذه الشعبية لم تتحطم حتى بعد أن إصطف علانية مع ثورات الناتو في ليبيا وسوريا واليمن! إن تغاضي هذه القيادات عن دور هذا الرجل مكَّنه هو وأمثاله من الإنتقال من حالة “حصان طرواده” إلى تخريب علني للثقافة العربية مما جعل تسميتهم ب “الطابور السادس الثقافي” تسمية في محلها.
لم يعد صعباً على اي متابع لأوضاع فلسطين والوطن العربي أن يدرك خطورة هؤلاء المثقفين وفداحة خطىء القيادات في المقاومة التي غضَّت الطرف عنهم.
هامش هام:هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فهذا الكتاب مثل كتبي الآخريات هو طبعة جديدة مزيدة ومنقحة وإضافة إلى خدمة الوعي فهذا الإخراج والتطوير لكتبي يبغي حرق ما لدى مختلف المكتبات الورقية والإلكترونية التي سرقت كتبي دون إذني وتبيعها لتأكل سُحتاً واصحاب هذه المكتبات والمواقع من النذالة بما يشابه الأنظمة العربية، فهم كلصوص يستغلون صعوبة مدافعة أهل الأرض المحتلة عن أنفسهم في الوطن العربي فيسرقوننا!
تحياتي للجميع، هذا رابط موقع ومتجر لولو LULU لتوزيع كتبي. مع الشكر، وسيتم إدخال كتبي الأخرى تدريجيا.
