الفيروس العربي !!!


هاني البرغوثي
نبض الوعي العربي
تورونتو / كندا
في كل مرة نواجه جهاز الحاسب الآلي، سواء نجلس للعمل أو المتعة و متابعة الأحداث و المتغيرات من خلال روابط الشبكة العنكبوتية، نكون قلقين و نتابع و نبحث عن أفضل برامج الفيروسات لحماية أجهزتنا. و لكننا لم نفكر يوماً بالتظاهر أو الكتابة لمصممي برامج الفيروسات، بأن يعملوا جهدهم، لإيجاد برنامج فيروسي لحماية حكامنا زعمائنا العرب، الذين امتلئوا بفيروسات الخيانة و الظلم. لو أننا حصلنا على برنامج من هذه البرامج لاستطعنا مسح هؤلاء الخونة و القتلة، فهم يعيثون في الأرض فساداً و يزرعون بذور الفتنة في أوطاننا، و أقل ما نستطيع عمله، بثورة تلغي الأوبئة الخبيثة التي تتوغل في أعماقنا بسببهم، و نعزلهم بحجر صحي في زاوية(QUQRANTINED )، حتى لا يعكروا صفو حياتنا اليومية، ونحفظ أجيالنا القادومة من بلائهم، ونحرث الأرض الطيبة ونرشها بسماد يطهرها من آثارهم و بذروهم الخبيثة، و نزرع غيرها بأرضنا، لتنبت أجيالاً صالحة، تخلو جيناتها من الذل و الهوان، و أوبئة حكامنا المنصبين.
ما جرى من محاولة اغتيال فاشلة للشيخ هنية على بوابة الوطن المثخن بالجراح، تدل على أن في فلسطين زمرة فيروسية أوسلوية عباسية، و لا أعني بالعباسية الدولة، بل بعباس الذي أصيب بداء لا شفاء منه، و نشره لمن يحيطون به، و هذه الزمرة تحاول قتل ما بداخل الوطن من خير و حب للوطن لتحريره من بني صهيون. عندما اتهمت حماس دحلان بمحاولة الاغتيال، قامت زمرة عباس كلها مدافعة عن دحلان، بتصريحات بدأت من صائب عريقات، الذي يلهث وراء الشهرة و المال، و كذلك السيد العابس في خطابه، و فوجئنا بظهور دحلان على التلفاز الفلسطيني، ليقول أن المدافعين عنه، لا يتفوهون صدقاً، حيث أشار في حديثه، كما ذكره المركز الإعلامي الفلسطيني على الشبكة المعلوماتية، أن محاولة اغتيال هنية “شرف لا أدعيّه”. عجباً أن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى من الانتراكس، و لكنها تنشرها في فلسطين عن طريق “دحلان- انتراكس”، و الأدهى أن بوش معجب بهذا الولد الانتراكسي،لأنه يسير مصالح نظامه السياسي بفلسطين!.
أما السيد عباس فقد فجر قنبلته الجرثومية، بالدعوة لانتخابات مبكرة، فوجدت الحضن الدافىء من بريطانيا و امريكا و اسبانيا لتبنيها، و ها نحن نرى أن المعارضة العباسية لحماس تجد ترحيباً و دعماً كبيراً بالغرب، بعكس ما يحدث في لبنان، فالمعارضة اللبنانية متهمة بكل الخروقات، و تواجه باستنكار من الدول الغربية.
تغيرت المفاهيم و انقلبت الموازيين، و أصبح المقاوم للاحتلال “إرهابياً” كما هو الحال في العراق، و الخائن وطنياً في أفغانستان، و الشريف لصاً في فلسطين، فمحاولة الشيخ اسماعيل هنية إحضار الأموال من الخارج لإطعام الفلسطينيين المحاصرين من زعمائنا قبل رؤوساء الغرب تهمة له و العياذ بالله و سرقة و تهريب.
و إني أتوجه إلى الكتاب و أصحاب الأقلام الحرة العربية، بأن يقوموا بتوعية القارىء العربي ثقافياً و وطنياً في زمن التخاذل العربي، لأننا بأمس الحاجة إلى مقاومة الفيروسات العربية. و في نظري أن تبدأ المقاومة خطواتها مع الشعب العربي المكافح منذ الولاده .. و حتى الممات ، فالمقاومة سلاح العيش و البقاء ، و لكننا نعيش في زمن أصفه بكلمتين << البقاء لله >> .
زعماؤنا بغطرستهم يفرضون علينا حب الحياة الذليله ، و يثقفوننا بثقافة الذل و الهوان ، و القابض على الشرف و الكرامة في أيامنا هذه ، كالقابض على جمرة من نار ، وعدو للحكام ، لأننا نسير غير طريقهم ، وننتهل من نهج ثقافة المقاومة .
و برأيي فإن المقاومة بدأت ثقافتها الأبتدائية مع أول حجر من حجارة انتفاضة أطفال الحجارة الأولى في فلسطين ، ثم تبعها تحرير الجنوب اللبناني لتنال شهادة التخرج من الأعداديه ، و نالت شهادة الثانوية مع انتفاضة الأقصى ، و حصلت على البكالوريوس بانتخابات حماس ، و الماجستير كان بوعد حسن نصرالله الصادق ، و بالأقلام و البنادق ، و مقاومة فلسطين و لبنان و العراق مجتمعة تحت راية العقل السليم و التحرير ، سنحمل بإذن الله مرتبة الدكتوراه في ثقافة المقاومة ، ونضج العقول العربية …
عربي الانتماء
فلسطيني الهوية