أقلام مهجرية

من لا يملك العزة لا يدوس ثرى غزة

لا نتجاهل الحقيقة، إن زعمنا أن أصغر طفل من أطفال غزة، سيواجه عباس، ويتحداه بما قدمت يداه من مصافحة قتلة الشعب الفلسطيني في غزة

هاني البرغوثي ـ تورونتو

هاني البرغوثي
نبض الوعي العربي
تورونتو / كندا

العزة تعني القوة والشدة والغلبة، وأن المفهوم اللغوي لتعريف العزة “حالة مانعة للإنسان من أن يغلب”، والعزة أيضا هي الرفعة والتنزه عن مواطن الذل والمهانة، وقد أمرنا رب الآنام بأن نكون أعزاء، لا نذل ولا نخضع لأحد من البشر، والخضوع لا يكون إلا لله عز وجل، ومن ابتغى العزة لغير الله العزيز، ساءت أفعاله وتناقضت أقواله، فكبر مقتاً عند الله المنافقون.
هذه المقدمة مدخلاً لما صرحه عباس: “أنا الرئيس الفلسطيني اذهب لألتقي أبناء شعبي حيثما وجدوا في وطني ولا أحد يفرض عليَّ شروطا أو يمنحني الموافقة لما أريد عمله”، في الإشارة إلى طلب التشاور والتنسيق مع رئيس الوزراء الشرعي إسماعيل هنية، فيما إذا رغب عباس زيارة غزة. فأين عباس من مفهوم وممارسة العزة، والذي لا يملك صفة واحدة من صفات العزة ؟!.
إن عباس انتهج سياسة الذل والخنوع للاحتلال، وقبل بالتحالف مع عدو الله وعدو شعبه، الذي لا يرتضي بأن يكون أبناء من باع فلسطين وانقلب ضده، منهم من ضحى بأغلى ما يملك لأجل الأغلى والأعز، أما عباس يضحي بكل ما قدمه الشعب، لأجل الاستسلام لراية العدو الاستعماري.
لقد هبت وشاركت الشعوب على اختلاف أجناسها” بأسطول الحرية”، لأنها تملك مشاعر الكرامة والنخوة لنصرة شعب أبى أن يرضخ للمقاطعة’ التي لا يملك عباس القرار في رفع وصاية وتبعية الاحتلال عنها، ومنها تُحاك المكائد والمكر لتصفية أعدل وأقدس قضية. لربما نسي البعض أو تناسى، ما قاله عباس إبان مؤتمر الدوحة الطارئة، أثناء الاعتداء على القطاع، بأنه سيُذبح من الوريد إلى الوريد، لو شارك بالمؤتمر، وهي إشارة واضحة، أن القرار ليس قراره، فما الذي استجد الآن، ليتظاهر بأن القرار له؟، وما قوله إلا لخداع من لا يملك البصر والبصيرة، وما نتابعه يومياً من فضائح السلطة باعتقال وتعذيب شرفاء شعبنا، واستمرار التنسيق الخياني مع العدو، إلا خير دليل.
إن “اسرائيل” لن تزيد السلطة المحلية في رام الله المحتلة إلا ذلاً وهواناً، ولن يجني كل من حابى الاحتلال إلا الخيبة والسقوط في مجاري التاريخ، وينبذه الأحرار ويقذف به أسياده إلى قارعة الطريق، عارٍ بلا حصانة ولا أهمية له.

لا نتجاهل الحقيقة، إن زعمنا أن أصغر طفل من أطفال غزة، سيواجه عباس، ويتحداه بما قدمت يداه من مصافحة قتلة الشعب الفلسطيني في غزة، لتشديد الحصار والقتل البطيء لمن يدّعي أنهم أبنائه!، فشتان بين الشامخ والماسخ، وبين العزة والذِلة، ومن استمرأ طريق التفريط بالجملة وكيفما أمروه، لا يحق له أن يتطفل على الصامدين والقابضين على ثوابتهم بجمر من نار، فثرى غزة تمضخت بالدماء، ولا يطالها من تبرأ منها

عربي الانتماء
فلسطيني الهوية

هاني البرغوثي

كاتب فلسطيني ، مدير و محرر موقع نبض الوعي العربي‏ ... فلسطيني الهوية،عربي القومية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *