دمشق:ذاب الثلج وبان المرج

د. عادل سماره

سريعاً إلتزم الجولاني بتنفيذ متطلبات الصهيمريكي/التركي/الخليجي وهو:
1- تقسيم سوريا وتنصيبه والياً لتركيا على دمشق وتوزيع بقية سوريا على كانتونات سواء منفصلة أم تابعة لهذا أو ذاك فالهدف تقسيم سوريا شاء السوريون أم ابو وهذا ما دعى له بن غوريون وحاوله الإستعمار الفرنسي منذ قرن من الزمان. فإذا كان بوسع قوات الإرهابيين إسقاط سوريا في 11 يوم، فما معنى حصول مذبحة الساحل وعدم إظهار القتلة ثم مجازر جرمانا وصحنايا وغيرها؟ وإذا افترضنا أن مجازر الساحل أخذت حكومة الإرهابي الجولاني المأجور والقوات التركية المحتلة على حين غرة وبغتة، فلماذا تواصلت الإغتيالات والقتل على الهوية الطائفية؟ وفي مختلف أنحاء سوريا ثم انتقلت بكثافة إلى جرمانا وصحنايا؟
2- وسريعاً كشف الجولاني أن الإرهابيين لا علاقة لهم بالإسلام حيث فتحت باب المذابح الطائفية وخاصة حثالات أمم متخلفة :الأوزبك والشيشان والتركستان والأفغان والإيغور وحثالات من مختلف القطريات العربية.
3- وسريعاً سهَّل الجولاني تغلغل الكيان في سوريا كي يصل إلى كردستان العراق.

4- وسريعاً كشف تدمير سوريا بأن ما أُسميت الصحوة الإسلامية منذ قرابة خمسة عقود  هي إسقاطات طائفية وشوفينية وقومية متخلفة لا علاقة لها بالإسلام فقد قاتلت في البوسنة مع الناتو وفي أفغنستان مع أمريكا! بل هي ضد العروبة.

5- وسريعاً إتضح أن الأنظمة القطرية العربية هي عدوة الأمة وهي من ضيق الأفق والتبعية بحيث ترى ما يتم ضد سوريا اليوم هو ما ينتظرها غداً.

6- وأخيراً، هل فهمنا نحن بأن “ثورة” الجولاني هي تتويج حرب الدينسياسي ضد العرب ولأن لا أمريكا ولا الجولاني ضد داعش بل هيئة تحرير الشام هي داعش وأمريكا مربية الطرفين.

آن لنا أن ندرك بأن الجولاني إن لم يُستبدل سيقول: ما تمكنتُ من الحفاظ عليه، هي دمشق!